ما لا تعرفونه عن الترفاس المغربي

 

الترفاس
الترفاس أو الكمأة

الترفاس المغربي: كنز الطبيعية 

يُعد الترفاس من أندر وأثمن أنواع الفطريات البرية التي تُنبت في المغرب، ويعتبر جزءاً مهماً من التراث الغذائي والثقافي للمغاربة. يُطلق عليه في بعض المناطق المغربية اسم "الكمأ" أو "الترفاس"، وهو فطر ينمو تحت الأرض في الصحاري والمناطق القاحلة بعد سقوط الأمطار. في هذا المقال، سنتناول كل ما يتعلق بالترفاس في المغرب من حيث قيمته الغذائية، وأماكن نموه، وأهمية جمعه، بالإضافة إلى الطرق التقليدية لتحضيره.

ما هو الترفاس؟

الترفاس هو فطر بري ينتمي إلى فصيلة الكمأ (Tuber)، حيث ينمو بشكل تحت الأرض في المناطق الرملية والصحراوية. يتميز بلونه الأبيض أو الأسود، ويُعتبر من الأطعمة الفاخرة التي يتمتع بها الكثير من الناس حول العالم. يختلف الترفاس عن الفطريات الأخرى في أنه لا يظهر فوق سطح الأرض، بل ينمو في طبقات التربة، ويحتاج إلى الظروف المناخية المثالية (مطر غزير بعد فترة جفاف) لتنمو.

أماكن نمو الترفاس في المغرب

المغرب يعد من أبرز البلدان المنتجة للترفاس في العالم، حيث ينتشر هذا الفطر في العديد من المناطق المغربية، خصوصًا في الصحراء الكبرى والمناطق الصحراوية مثل:

مناطق سوس: تعتبر مناطق سوس،  جنوب المغرب، من أهم الأماكن التي ينبت فيها الترفاس.

الجنوب الشرقي: تمتاز مناطق الراشيدية وتنغير وورزازات بتوفر بيئة ملائمة لنمو الترفاس. حيث تعد منطقة تافيلالت من بين الأماكن الأكثر شهرة في المغرب لاستخراج الترفاس.

الترفاس ينمو عادة بعد موسم الأمطار، وهو يُحصد غالبًا في فصل الربيع حيث تزداد معدلات الأمطار.

القيمة الغذائية والفوائد الصحية للترفاس

الترفاس ليس مجرد نوع من الفطريات، بل يعد أيضًا من المصادر الغنية بالعديد من الفوائد الصحية، مثل:

  • غني بالفيتامينات والمعادن: يحتوي الترفاس على فيتامينات ب (B1 و B2 و B3) والحديد والمغنيسيوم والفوسفور، وهي عناصر ضرورية للصحة العامة.
  • تعزيز المناعة: بفضل احتوائه على مضادات الأكسدة والمواد المغذية، يُعتبر الترفاس مفيدًا في تعزيز جهاز المناعة.
  • تحسين الهضم: يعتبر الترفاس من الأطعمة التي تسهم في تحسين عملية الهضم بفضل محتواه من الألياف.
  • تنظيم مستوى السكر في الدم: يحتوي الترفاس على مكونات تساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم، مما يجعله مناسبًا لمرضى السكري.

طرق جمع وتحضير الترفاس

جمع الترفاس يتطلب مهارة خاصة، حيث يعتمد البدو في المناطق الصحراوية على الملاحظة الدقيقة لتشققات التربة لتحديد مواقع الترفاس . كما تستخدم الكلاب المدربة في البحث عن هذه الفطريات تحت الأرض، إذ يُعتبرون من أفضل الوسائل لاكتشاف مكان نمو الترفاس.

بعد جمعه، يمكن تحضير الترفاس بطرق متعددة:

  • الترفاس المشوي: يُشوى الترفاس على النار مباشرة، ويُستمتع به بنكهته الطبيعية.
  • الترفاس مع اللحم: يمكن طهيه مع اللحوم الحمراء أو الدواجن، ليضفي نكهة مميزة للطعام.
  • الترفاس في المرق: يتم تحضير المرق التقليدي باستخدام الترفاس ليضفي طعماً لذيذاً وغنياً.

التحديات التي تواجه إنتاج الترفاس في المغرب

على الرغم من القيمة العالية للترفاس في المغرب، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجه جمعه واستخدامه، ومنها:

  • التغيرات المناخية: التغيرات المناخية، خاصة الجفاف الطويل، تؤثر على نمو الترفاس في بعض المناطق.
  • الاستخراج الجائر: يعاني بعض المناطق من جمع الترفاس بشكل غير مستدام، مما قد يؤدي إلى تقليص موارده.
  • تسويق الترفاس: يعتبر الترفاس من المواد النادرة التي قد يواجه جمعها تسويقًا محدودًا في بعض المناطق، مما يعيق استفادة بعض الفلاحين منها اقتصاديًا.

الترفاس والسياحة في المغرب

يُعتبر الترفاس من العوامل التي تساهم في تنشيط السياحة البيئية في المغرب، حيث يمكن للزوار اكتشاف طرق جمعه والتمتع بتذوقه في الأطباق المحلية. العديد من المناطق المغربية تشهد مهرجانات سنوية للاحتفال بجمع الترفاس، ما يساهم في جذب السياح المحليين والدوليين.

الترفاس في المغرب هو أكثر من مجرد فطر بري؛ إنه جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي والطبيعي للمملكة. سواء من خلال قيمته الغذائية أو الفوائد الصحية أو الدور الذي يلعبه في الاقتصاد المحلي والسياحة، فإن الترفاس يمثل أحد الكنوز الطبيعية التي يجب الحفاظ عليها.

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق